کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


ثورة غرب کوردستان ، ثورة الإنسان والإنسانیة

Thursday, 17/07/2014, 12:00



یوما بعد یوم ، تظهرجلیا وللعیان ملامح الثورة الشعبیة الحقیقیة ، وتبان الأصالة والإنسانیة ، والحداثة والعصرنة ، والفرادة والمثالیة ، فی سیماء وصورة ، وفی بنیة وهیکلیة ثورة الشعب الکوردی فی غرب کوردستان ، الثورة التی جعلت من بناء الإنسان هدفا لها ، وتسخیرهذا الإنسان المبنی کإنسان ، بکل ما تعنی هذه الکلمة من معنی ، والمشبع بروح الإنسانیة ، التی هی الفداء والتضحیة ، من أجل أخیه الإنسان ، وفی خدمة الإنسانیة جمعاء ، ولتغییر الواقع المریر المجمد ، تغییرا کلیا وجذریا . لبناء مجتمع إنسانی ، المجتمع المنشود واللائق للإنسان ، علی أساس المساوات والعدالة ، والإخاء والعیش المشترك .
إن ثورة غرب کوردستان التی تتبنی من أفکار وفلسفة اوجلان ، أساسا لنهجها ، وخطة لتحرکها ، ومنظارا لها للنظر إلی الحیاة والأحداث ، ومن ضوئها تقیم المشاکل والمعوقات ، وتتبنی تصوراتها وآرائها للامور ، وتسیر قدما بخطی ثابثة وواضحة وجلیة ، من نجاح إلی نجاح ، وتتغلب علی العراقیل التی تعترضها واحدة تلو اخری . وتتعمق جذورها بین الجماهیر ، ویلتف الناس حولها ومن مختلف مشاربهم ومآربهم ، ومن کل الشرائح والاصول والمعتقدات . فساعة بعد ساعة تتصلب عودها وتغلظ رکائزها ، وتقوی مقومات صمودها ، بوجه ما تتعرض لها من مؤامرات جهنمیة ، ومخططات شیطانیة ، تدبر وتحاك لها من قبل قوی الشر والظلام ، سواء أکانت محلیة ، أو إقلیمیة ، أو دولیة .
من المعلوم لا یمکن التطرق إلی ثورة فی جمیع جوانبها فی مقال ، فما یهمنا هنا هو الجانب الإنسانی ، والروح التسامحی ، والإنفتاح الفکری ، والمدلول الدیمقراطی والقانونی ، لثوار غرب کوردستان ، قیادة وقواعد . إن فی إنتخاب الشیخ حمید دهام الهادی ، بمنصب حاکم المقاطعة ، جوابا مقنعا ، ودلیلا قاطعا ، وبرهانا ساطعا لما نذهب إلیه وندعی . فإنتخاب شخصیة من عرق الأقلیة ، من قبل الأکثریة العرقیة التی تقدم یومیا بخیرة فتیاتها وفتیانها ، رجالها ونسائها ، علی مذابح الحریة. قد یری الناس بأن هذا الإنتخاب یبدوا کأنه نوعا شیئا غریبا لأنهم لم یروه قط ، حتی لم یسمعوه إطلاقا فی حیاتهم ، لا فی بلدهم ، ولا فی البلدان المجاورة کذالك ، خاصة إذا أخذنا بنظر الإعتبار الظروف والأوضاع التی مرت علی الکورد ، وما عانوا من ظلم واستبداد علی أیادی أزلام البعث وجلاوزتهم ، من مآسی ومصائب ، ومن مذلة ومهانة ، بالأخص خلال العدید من العقود الماضیة ، إن لم یکن خلال قرون .
إن إنتخاب الشیخ حمید وترشیحه لم یکن تصرفا تکتیکیا أو إعتباطیا ، وکما لم یکن عملا بدون درایة وتفکیر ، و إنه لیس تعین شیخ للعشیرة ، لأنه لیس من بینهم من له القابلیة ومؤهلا للموقع . فهذا الإختیار قد جاء نتیجة دراسة معمقة ، وبعد تفکیر عمیق ، وطبقا لمبادئ وأفکار منبثقة من آیدیولوجیة معینة . فی الحقیقة إنه تحقیق حلم من أحلام مؤیدی فلسفة اوجلان ومؤازریه ، فی بناء مجتمع متعدد الأعراق والألوان ، مبنی علی الإخاء والمساوات وإحترام الرأی وتقبل الآخر . وربما قد یعتبره البعض درسا سیاسیا قیما ، موجه إلی جماهیرهم بصورة أساسیة ، وکذالك ، وعمدا ، إلی الأطراف الاخری ، سوریة أو غیر سوریة ، وفی المنطقة ، سواء فی الحکومة أو المعارضة ، والبعض الآخر یفسره کصفعة سیاسیة مهینة للعقلیات السیاسیة المریضة ، واستهزاءا للأفکار الشوفینیة العربیة وغیر عربیة فی المنطقة عامة . إضافة علی ذالك إنه رسالة ذات معنی ومغزی لعبدة الکراسی والمناصب ، وللخونة والعملاء الکورد خاصة ، وللشعوب والحکومات فی المنطقة والعالم أجمع .
فهذه الرسالة تعنی أول ماتعنی ، بأن هذه الثورة هی ثورة تغییر جذری ، لکافة الأنماط القدیمة البالیة فی الحیاة وفی المجتمع ، وإن هدفها الأسمی هو بناء الإنسان ، إنسان بکل ما تعنی الکلمة من معنی ، الإنسان الذی یکون مستعدا دوما بأن یکون فی خدمة الإنسانیة جمعاء.، لذالك فإنسان الإنسانیة هو الذی یهمها وتعتنی به ، وإنه فی جوهر ولب مخططاتها و عملها ، دون الأخذ بنظر الأعتبار العرق والجنس والأصل و و الخ ، فالمهم لدیها ، هو من الذی لدیه وفی إمکانه أن یقدم ما هو آلأفضل والأحسن للمجتمع حتی إذا کان من عرق آلأقلیة ، فهو المفضل علی الفاسد الذی لاهم له سوی الفساد والإفساد ، ، أو الخائن الذی لم ولن یتردد فی أن یخون وطنه‌ وقومه فی سبیل مصلحته الشخصیة ، والذی قد یعتبر نفسه هو السید ، وهو وحده له الحق فی التصرف کما یحلوا له فی هذا الوطن . کما تعنی الرسالة التقید بالنظام والقانون ، وإحترام رأی الناخب ، وممارسة حقیقیة للدیمقراطیة . کما إنه نقد عملی وتطبیقی وبناء ، للفلسفات والآیدیولوجیات سواء أکانت قومیة أو عقائدیة الموجودة ، أو التی کانت موجودة ، فی المنطقة والعالم ، وإنه فضح لروح التمییز البغیض ، والعنصریة المقیتة والفاشیة الغاشمة ، وکل المکروهات المتفشیة منذ قرون وقرون .
کما إنه رفض للعقلیات المصابة بالعقد السرطانیة القاتلة التی لیست لها شفاء ودواء . والتی هی مصدر کل الویلات والمصائب والمآسی . وإنه قرصة الاذن للمصابین بعمی الحقیقة ، الذی یری فی نفسه أو معتقد‌ه بغیر حقیقته ، وهویری فی نفسه عملاقا جبارا لکنه هو فی الحقیقة لیس سوی قزما لا یحسب له حساب ، أو یری معتقده کشمس ساطعة ، بالرغم من أ نه لیس سوی وهم وسراب .
إن إنتخاب شخصیة غیر کوردیة ، بالأخص عربیة ، فی هذه الظروف والأوضاع التی تمر بها غرب کوردستان ، لحقا إنه عمل مدهش ومحیر ، لدی من لایفهم جوهر الفلسفة الاوجلانیة ، کما وإنه فکرة خلاقة وبارعة ، وخطوة مبدعة وممیزة ، لرمی التمییز ، والعنصریة ، والفاشیة ، إلی مزابل التاأریخ . کما إنه نبذ لحب الذات ، وحب السیطرة ، والنظرإلی الآخر من أعلی البرج ، وغیرها من الممارسات المرضیة الشائعة فی مجتمعات المنطقة برمتها .
کما إنه نداء إنسانی ومنطقی إلی شعوب المنطقة ومجتمعاتها ، ومن خلالهم إلی العالم أجمع ، بأنه الحل العملی والعلمی الوحید لحل کل المشاکل والنزاعات فی المجتمعات البشریة المختلفة . کما إنه السبیل الناجع لإبعاد شبح الحرب وویلاتها ومآسیها عن الإنسان والعالم .
وأخیرا وبایجاز ، إن الفلسفة الاوجلانیة هی لیست نظریة جامدة ، وإنما هی آیدیولوجیة عملیة قابلة للممارسة والتطبیق ، وإنها نابعة من صمیم المجتمع ومن قلب الأحداث ومعمعة الحیاة ، وإنها لها حلولا ملائمة ومناسبة للمعضلات والتحدیات ، و للمشاکل والمخاطر التی تعانی منها البشریة جمعاء . وبما أن ثورة غرب کوردستان تتبنی الاوجلانیة کنهچ وممارسة ، لذا فهی ثورة إنسانیة ، فهی لیست ثورة مجموعة ، أو طبقة ، أو شریحة إجتماعیة . فأجمل ما فی الاوجلانیة ، لن یکون هناك دکتاتور ، أو دکتاتوریة الأکثریة ، أودکتاتوریة الأقلیة . فالشعب یحکم نفسه بنفسه .
وفی الختام ، کملحوظة : سألنی أحدهم ؛ ماذا تعنی الاوجلانیة ، وکیف تفهمها ؟ فالجواب ، لمن لم یسمع عن الاوجلانیة ، ولمن لایعرف شیئا عنها ، رأیی عن الاوجلانیة ، هو کما یلی :
الاوجلانیة ، هی آیدیولوجیة قدریة إنسانیة ، قدرها بناء الإنسان إنسانیا ، وتنویره وتسلیحه إنسانیا وعصریا ، وهذا نهجها ومصیرها ، وهی سائرة فیه بعزم وثبات ، دون أن تحید عنه قط قید شعرة ، مهما کلفها من تفانی وتضحیات وفداء . کما الاوجلانیة ، هی بدایة النهایة لعصور أعاظم الأکاذیب ، لأعاظم الکذابین ، عصور الخرافات والأوهام ، عصور الإنحطاط والتخلف الإنسانی . عصور الأصنام البشریة التی قدست إلی مقام الالوهیة .
والاوجلانیة ، تماما علی النقیض من الآیدیولوجیات والمعتقدات الاخری ، لیست آیدیولوجیة إستکرادیة همجیة ، دمویة، تدمیریة ، وهی لیست حرکة إستعماریة إستیطانیة توسعیة جشعة .
والاوجلانیة ، حسب تصوری هی قدر ، وقدر الإنسانیة هو الاوجلانیة ، أی أن الاوجلانیة هی قدر العصر ، وهذا العصر هو عصر القدر الاوجلانی ، سواءا شاء العالم أم لم یشأ .
اوسترالیا سیدنی
١٧ / ٠٧ / ٢٠١٤





نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە