برزاني المنبوذ كوردستانياً وجد ضالته في أعداء كوردستان
Monday, 06/06/2016, 10:56
فواز أيو
مرت كوردستان في السنوات الخمس الأخيرة بظروف خاصة لم تشهدها منذ قرابة ستة قرون ،أي منذ بداية الاحتلال العثماني وتقسيمها آنذاك بين الفرس والعثمانيين لسوء تقدير في إقامة تحالف موحد قادر على الصمود في وجه خصمين قويين خضعت لسلطتهما سائر الشرق وكان ذلك بمثابة ضربة قاصمة في الظهر الكوردي ،مازالت آثارها ماثلة للعيان حتى اللحظة ،إذ لم يسمحا منذ ذاك الحين أن تقوم قائمة للكورد وما حرمانهم من تركة الرجل المريض بداية القرن العشرين إلا نتيجة طبيعية للشقاق الجذري الذي نجح الترك والفرس في زرعه ببنية المجتمع الكوردي الذي خضع لمترتبات التقسيم الناجمة عنه في النواحي الثقافية وأهمها الدينية و اللغوية وذلك ما تسبب بغياب الكورد عن مستحقات سقوط السلطنة العثمانية .
لكن ورغم قساوة المصير الذي لقيه الكورد على يد الاستعمار الجديد بعد ذلك ،لا يمكن مقارنة ذلك بقساوة ما يتعرض له الكورد حاليا وعلى يد ذات الدولتين للأسف ،فكورد بداية القرن العشرين ،لم يكونوا مؤهلين من مختلف النواحي لتحقيق الذات بعكس اليوم حيث إنهم يمتلكون كافة مقومات النهوض أسوة بكل شعوب العالم ،بل إنهم صمام أمام شعوب العالم في وجه الآرهاب ،بشهادة معظم القوى الدولية ،فما الذي يمنعهم من العيش احرارا أسوة بهم ؟!
الشعب الكوردي أمام مفترق طرق ،إما أن يستوي بكافة الشعوب الحرة أو أن يسمح لتركيا وإيران وريثتي الفرس والعثمانيين بإبقائه مستعبداً لستة قرون أخرى لربما !
لقد أثبتت تجربة الأعوام الخمسة الماضية إنّ كلا الأمرين محتملين جداً ،رغم ما قدمه الكورد من خدمة عظيمة للحضارة الانسانية في محاربة خطر داعش و أقرانها من الحركات الاسلامية المتطرفة !
يعود السبب الرئيسي في ذلك للشقاق الكوردي وسهولة تغلغل الأعداء في رسم القرارات المصيربة اعتمادا على خبرة مكتسبة لقرون مع هذا الشعب البسيط في كل أمور حياته ،بما فيها التعامل بغيرة ككونه شعب واحد يواجه ذات المصير وعدم الصدق مع الذات القومية .
لقد منحت الحتمية التاريخية للشعب الكوردي في السنوات الأخيرة فرصة ذهبية لتصحيح أخطاء الماضي ولكنها منحت الاعداء أيضاً ذات الفرصة لحرمان الكورد من ترجمة الدروس المكتسبة إلى مخزون ثقافي متحرر من ذات الأخطاء ولكن للأسف يصعب تحقبق ذلك بوجود قوى تقليدية قاصرة الوعي .
لا إيماناً بالقدر ولكن معرفة بفك ألف باء السياسة يتولد التخوف من إمكانية إهدار الفرصة الذهبية المتاحة للشعب الكوردي ،فجميع المؤشرات تدل على وجود طرف كوردي قوي و أناني بمواجهة الإرادة الكوردية العامة الراغبة في استغلال الحظوظ المتاحة ،غير مبالية بثمن ذلك ،لكي نضع النقاط على الحروف وربما حركات التنوين أيضاً لضمان النطق السليم بأسماء المسميات نقول : البرزاني أصبح حذاء الطنبوري ،نلقاه كلما حاولنا رميه !!
بعد ربع قرن تقريباً من ولادة إقليم جنوب كوردستان ،سئم الشعب الكوردي وجوده ،لكنه ضرب برغبته عرض الحائط وتشبث بالسلطة كأي ديكتاتور مرّ في صفحات التاريخ ،تراه تحت كل مصائب الأمة أينما اتجهت !
شارك في جميع نكبات الأمة كمسبب وليس كمنقذ ،قاتل الكورد حيناً ودفع بالأعداء لمحاربتهم أحيان ،حتى إننا ،إن دققنا في الصراعات الدائرة على أرض كوردستان ،سنجده الممون الرئيسي لكل طلقة تستهدف الجسد الكوردي ،هو الداعم المشرعن لحرب أردوغان في شمال الوطن و جنوب غربه – روج آفا !
سيروي التاريخ بعد ألف عام ،إن داعش وصلت إلى مشارف هولير ،فما كان للبرزاني ،إلا أن استنجد بحزب العمال الكوردستاني الذي لبى ندائه على الفور ورد الغزاة عنه وعنها ،لكنه فيما بعد تلقى عروضاً مغرية من إيران وتركيا تضمن بقائه في الحكم مقابل فض علاقته بحزب العمال الكوردستاني ومحاربته ،ففعل دون تردد ،لأن الأهم عند مهزوز الشخصية هو الظهور بمظهر القوي مهما كان الثمن .
استدراكاً ..،ماذا سينفعنا ،معرفة ذلك بعد ألف عام ؟
لن يفيدنا الخوض في سرد النكبات والنكسات التي تعرض شعبنا لها على يد هذه العائلة ( الحزب ) ،لكن من المفيد ،التفكير في كيفية تحجيم آثارها السلبية على مصير شعبنا ،خاصة وإنها بدأت تخوّن صراحة السواد الأعظم من الكورد وحركاتهم السياسبة ؟
فهل سيكون انعقاد المؤتمر الوطني الكوردستاني العام على سبيل المثال من دون البرزاني سترة للنجاة ،أم إن هناك حلول أخرى تحرمه اللعب بقدر أمة تنبذه فلجأ لأعدائها ؟
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست