الأنكليز اولا والحزبين ثانيا
Friday, 27/05/2011, 12:00
مامن شك ان الحركة التحررية الكردية هي من اقدس المقدسات للشعب الكردي المضطهد في اجزائه الأربعة، الذي نقصده في مقالنا هنا هو "تطور جديد في الحركة الوطنية الكردية"* وهذا العنوان مأخوذ من كتاب للسيد جلال الطالباني عندما كان مناضلا** بعنوان "كردستان والحركة القومية الكردية" .
نعم يقول السيد الطالباني في الصفحة 64 من كتابه "" الأهمية التاريخية لأنتفاضة 6 أيلول 1930- اي انتفاضة او ثورة به رده ركي سه را كما يسميها المؤرخ الكردي د.كمال مظهر- ان انتفاضة 6 أيلول 1930 الوطنية تسجل نقطة انعطاف في الحركة التحررية الكردية اذ سجلت هذه الأنتفاضة تحولا عميقا في الحركة التحررية الكردية من حيث الطبيعة والقواعد والقيادة ولأول مرة في التأريخ الكردي الحديث انتفاضة وطنية في المدينة يقوم بها الكسبة والطلبة والكادحون والتجار الأكراد ولأول مرة في التأريخ ينفرد المثقفون والكسبة الأكراد بتصدر انتفاضة شعبية بدلا من رجال الدين والأمراء الكرد الخ.." "هذه هي الأهمية التاريخية لأنتفاضة 6 ايلول والتي جعلته خالدة في تاريخ نضالات الشعب الكردي تحتل في نفوس وقلوب الأكراد محلا بارزا وقد تغنى بها الشعراء والأدباء الأكراد ومازال الأكراد يتذكرون بألم وأسى "روزي ره شي شه شي ئه يلول" ويحتفلون بذكراه كيوم نضالي لذكرى انتفاضة شعبية سجلت تحولا وانعطافا وتغييرا هاما في الحركة التحررية الكردية " هذه كانت كلمات وآراء السيد جلال الطالباني، اما الآن واذا ننظر الى تلك الآراء كلمة بكلمة نجد مفارقات حقيقية و مذهلة على سبيل المثال:
1-(لأول مرة في التاريخ الكردي الحديث انتفاضة وطنية في المدينة يقوم بها الكسبة..الخ) نعم نقول ان انتفاضة يوم 17 شباط 2011 اصبحت ثاني انتفاضة وطنية في نفس الميدان (به رده ركي سه را)، في حين ان الأنتفاضة الأولى تم اخمادها بقمع وقتل وجرح الكرد الأبرياء من قبل الأنكليز والجيش العراقي المحتل لكردستان، اما تم اخماد الأنتفاضة الثانية و قمعها من قبل الحزبين الحاكمين في كردستان خصوصا الأتحاد الوطني الكردستاني الذي يترأسه السيد جلال الطالباني نفسه وهو رئيس الجمهورية في العراق المحرر!!
2- في معرض حديث السيد جلال الطالباني عن اتفاضة 6 أيلول 1930 كتب يقول: ( وقد تغنى بها الشعراء والأدباء الأكراد..) في حين شارك و تغنى بالأنتفاضة الثانية في 17 شباط 2011 اكبر الشعراء وكتاب الكرد وهم من ابناء نفس الشعراء الذين تغنوا بالأنتفاضة الأولى من امثال الشاعر الكبير شيركو ابن الشاعر بيكه س و ريبن هه ردي ابن الشاعر احمد هه ردي و مريوان و هورامان وريا قانع حفيدا الشاعر قانع بالأضافة الى شعراء وكتاب آخرين من امثال فاروق رفيق و رفيق صابر وبختيار علي و آراس فتاح.. وغيرهم كثر.
اذا كان الطالباني شابا يافعا ومناضلا ثوريا مثلما كان في الستينات والسبعينات القرن الماضي اي قبل ان يثقل بمهام و مفاسد رئاسته للحزب و الجمهورية هل كنا نراه كل يوم يحضر ويخطب في الأنتفاضة الثانية؟ يا للأسف ان متيازات و كرسي الرئاسة قد اخمدا روح الثورية للبطل الذي كان اسمه جلال الطالباني.
*رأي الكاتب
** جزء من الفصل الثاني لكتاب: كردستان والحركة القومية الكردية/جلال الطالباني/1969/مطبعة الجمهورية/بغداد
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست