من الريفراندوم الى الريفورم يا سيادة الرئيس!
Friday, 20/10/2017, 18:56
لست سعيدا ابدا ان انتهت تجربة الاقليم الى هذا المصير الماساوي. لست من الشامتين ابدا ... لو راجع احدهم ما قلناه كل هذه السنين و منذ بداية سقوط النظام السابق لوجد اننا كنا من الاوائل الذين حذرنا في عشرات المقالات و المناسبات الاخرى من ان التجربة منحرفة عن المسار المرجو منها. و كنا نتأمل خيرا، و انتقدنا دون مجاملات و لا تملقات، وما كان ذلك الاّ من باب المساهمة الصادقة في تصحيح المسار ... لكن القيادات الكوردية بشكل عام و قيادة البارتي و للاسف الشديد اصابت في ظل المليارات و نشوة الانتصارات الكبيرة و المجانية على بغداد، بجنون العظمة ... ما ال اليه الامر بحق امر محزن و محبط، لا مأسوفا لمصير سياسية فاشلة، بل لضياع الفرصة الذهبية لبناء "دولة القانون و العدالة في كوردستان" دولة او نظاما سياسيا يحقق العدالة الاجتماعية و الرفاهية للمواطن الكوردستاني....
لقد كنا من الاوائل الذين طالبوا من القيادات الكوردية بان تنتبه الى خطأ خطابها الكوردي ووجدنا ضرورة تبنيها الخطاب الكوردستاني بدلا عنه.... لم تتحدث هذه القيادات بلغة الخطاب الوطني الكوردستاني الاّ بعد فوات الاوان.
الكل يتحمل مسؤولية هذه الفاجعة و ان كان كاكا مسعود يتحمل القسط الاكبر ... كل القيادات الكوردية انتفعت و مارست ابشع انواع الفساد و ملئت جيوبها من مال الفقراء ...كل الاحزاب التي ايدت السياسات الخاطئة تتحمل المسؤولية .... برأينا الشخصي ان المتملقين و المنافقين الدجالين الذين كانوا يصفقون و يهتفون بحياة قائد الضرورة و الحزب القائد في مناسبة و دون مناسبة ليس حبا بهما بل تملقا و متاجرة بعزة النفس من اجل حفنة من الدولارات، يتحملون مسؤولية كبيرة جدا ...
لكم تمنينا على قيادة البارتي تحديدا ان تلتفت الى تعاملها الدوني و الغير العادل للمكون الايزيدي ... كنا حريصين على ان يصحح الحزب سلوكيته هذه، و لكن و للاسف استمر البارتي موغلا في جبروته في تعامله مع الشعب باستعلاء و كبرياء .و اكتفت هذه القيادة بسياسة شراء الذمم، و خاصة رجال الدين و رؤساء العشائر و اشباه و انصاف المثقفين.. لقد فاق مستويات الفساد السياسي و المالي و الاداري كل مستويات العالم ... مالذي كان يشغل بال كاك مسعود في تاليف الوية من بيشمه ركه العرب؟! لحماية شنكال؟ ام ماذا؟
انا افهم حجم الاحباط و خيبة الامل لدى كاك مسعود، فليس سهلا ان تخسر الحلم على غفلة و ان تحس ان من كان يفترض به ان يكون معك، يخذلك لا بل يقف الى جانب العدو...! و لكن ليراجع المسيرة بروح عالية من النقد الذاتي و انا على يقين انه سيفعل ذلك ... انا واثق انه سيكتشف دون عناء ان ذنبه على جنبه ... جند جيوش من المتملقين ليس فقط من كوردستان العراق بل من الروژافا و الروژهلات احاط نفسه بجيش من المنتفعين من جماعة "از بني و از غلام ....الخ" ... اين هم جميعا اليوم؟ بالامس كانوا يصرخون وملؤا الدنيا ضجيجا و صراخا، يهتفون "بالروح بالدم نفديك ....الخ" ها هم نفسهم اليوم يستقبلون افواج الحشد و الجيش بالاهازيج و الورود!!! لماذا يا ترى يا سيادة الرئيس؟ لانهم كانوا غير صادقين بالامس بل خرجوا تملقا و طمعا في الراتب لحرام الذي لا يستحقونه، او خوفا من ملاحقات اجهزة الاسايش و الحزب. و لعمري ان ذلك معيب جدا ان يخافك شعبك ... بمجرد ان زالت السلطة، خرجوا فرحين بما يحصل لكم!
لست مأسوفا على تجربة سياسية فاشلة و نقولها بكل امانة و صراحة لكنني لست سعيدا ابدا بضياع فرصتنا التاريخية في بناء مجتمعا يقتدى به ...
لسنا من الشامتين و نحن صادقون ... بل احس بقلق شديد تجاه القادم من الايام ... ان الفشل الكبير وضعنا جميعا امام كل الاحتمالات ...
لو كنت في محل المشورة لاشرت عليكم بكل تواضع بالتفكير الجدي بالتنحي و اعتزال العمل السياسي وذلك احتراما لتاريخك النضالي الطويل و تسطر نموذجا نادرا في هذه المنطقة في تحمل عواقب سياسات لم تفلح.... و لكن بعد اتخاذ بعض الاجراء ات التي نراها ضرورية ، كمحاسبة كل المستشارين المتملقين و الدجالين والذين لم تبخل عليهم لكنهم تقاعسوا دون شك في اداء واجبهم ...نعم سيادة الرئيس تخلص منهم جميعا شلع قلع ... باشر باعادة هيكلية الحزب الذي راوح اكثر من نصف قرن من الزمن في مكانه والعالم من حوله تغير و يتغير على الدوام .. كم تمنيت لو ان الذين انتفعوا من حولكم اقترحوا على جنابكم فكرة الريفورم لا الريفراندوم ... لاننا كنا احوج الى الريفورم قبل الريفراندوم.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست