كلام معقول ...في اللامعقول
Friday, 17/05/2013, 12:00
كثير هو ما يقرن باسم العراق و فيه الصالح و الطالح. يقال عن العراق انه مهد الحضارات و ام الكتابة و ... الخ مما ينسب الى العراق العظيم..! للاسف الشديد انه كلام ينقصه الكثير من الحيادية و الواقعية. الحق يقال انني في العقود الاخير سألت نفسي اكثر من مرة اين هي هذه العظمة ؟ هل كانت و اندثرث؟ ام انها لم تكن موجودة اصلا؟ لمن يقرأ تاريخ العراق البعيد و القريب يكاد يشكك بهذه العظمة. انه تاريخ دموي و ثقافة تصفوية كاقصر الطرق لحسم الحوار. ما هو تراجيدي هو ان نرى صحة و سريان هذه الثقافة الارهابية حتى في عصور التقدم العلمي الحضاري حيث ان صفة الاستبداد و الفكر التسلطي لم تكن غائبة في يوم من الايام. لانجد ولو تحولا واحدا في الفكر السائد لصالح العقل و العقلانية بل يفضح التاريخ لنا بانه زاخر بالتقلبات و الانقلابات الدموية بحيث اتى ديكتاتور ليحل محل ديكتاتور اخر ليبدأ مسلسل جديد من الانتقام و تصفية الراي و الراي الاخر. بكل تاكيد و بكل اسى نسجل ان اخر تحول بازالة واحدة من ارعن الديكتاتوريات في عام 2003 لم يكن استثناء بل غير هذا الفكر الشمولي العنفوي قناعه لا اكثر وصرنا نجد وجوه عديدة ترمز الى هذه الثقافة الفاشلة بعد ان كنا قد تعودنا على وجه الديكتاتور الفردي. الغريب ان كل من هذه الاوجه يتهم الاخرين بالديكتاتورية ويعد نفسه مصلحا ديمقراطيا يمثل الخير ضد الشر. لو قارنا تاريخ العراق و الشرق اوسط الاسلامي مع حضارات و مجتمعات اخرى كانت يوما تحج الديار العراقية طلبا للعلم و المعرفة قد قطعت اليوم اشواطا و اشواطا في التقدم في كل مناحي الحياة بدون استثناء. السؤال ههنا كيف حدث هذا ؟ و لماذا بقت مجتمعاتنا تحفر نفسها اكثر و اعمق في رمال التخلف مع مرور الزمن؟ اذا كان لا بد من ايجاد فرق او عامل رئيسي واحد يشكل سببا في هذا الاختلاف الهائل بين الطريقين, فلا اجد مرشحا اكثر طبيعيا وواقعيا من الدين. نعم الدين و المتدينين الذين وجدوا ضالتهم في ثقافة الدين للهيمنة الفكرية وذلك عن طريق ممارسة الارهاب الفكري جنبا الى جنب مع الارهاب الجسدي. العالم المتحضر تخلص من كابوس الدين لقرون خلت وحل العقل و العقلانية محل المقدس الزائف و المتغطرس. فكان لهم ان حرر الانسان من التبعية الفكرية فحولته من انسان مقهور الى انسان مبدع و خلاق و النتيجة غنية عن التعريف اذ غزا هذا الانسان الفضاء و حقق رخاء و تقدما للانسان. انهم بكل بساطة صححوا ما كان خاطئا ...أعادو للانسان اصالته المسلوبة من قبل المقدس وجعلوا الانسان هو المقدس بدلا من الدين المقدس زيفا ووهما. هل من فكر مرة ... ما قيمة الدين اذا كان سعره و ثمنه انسان مقهور ممسوخ ؟ ايعقل ان يكون الانسان عبيدا...لكائن من كان؟ احقا وجد الانسان من اجل الدين و عبوديته ؟ ام ان الدين من المفروض ان يكون في خدمة الانسان كما هو العلم؟ انا لا اقدس من يستعبد الانسان و يحقرة و يحتقره. لا مقدس لدي سوى الانسان الحر المبدع. بالامس قتل و ببربرية و دم بارد عشرة من الشباب العاملين في محلات عملهم لبيع المشروبات...لماذا؟ انني على يقين هذا السؤال يقسم القراء الى فريقين او ربما اكثر. فريق يقول و يهلهل مترددا صيحات التكبير ...انهم يستحقون هذا المصير لانهم يبيعون ما حرمه الله...!!! وفريق يدين هذا العمل ويعده اجراميا. و ربما فريق اخر يدين الجريمة و يلوم العمال الضحايا لعملهم هذا رغم المخاطر التي تحيط بهم. يهمني كثيرا الفكر الذي يمثله فريق التكبيريين . اقر انه ليس من السهل ان تاتي بكلام معقول في هذا اللامقول من الفكر الارهابي. لسنا بحاجة لان نكون علماء نفس و لا باحثين مختصين لنؤكد حقيقة لا تقبل الجدل الا وهي ان الذي يمارس العنف بكل مستوياته و اشكاله انما يفعله تعبيرا عن شعور هائل بالنقص لمواجهة الراي الاخر فيسلك اقصر الطرق واسهلها لحسم الموقف لصالحه لعلمه بضعفه وضعف حججه و عقله. نعم هذا هو واقع ماساة الانسان الشرقي الذي ابتلى بهذه العقلية اللامعقولة...فسقط ضحية فكر ديني ارهابي تسلطي دموي. لكي يبرر الارهابي افعاله الشنيعة , يلجيء مرة اخرى الى اقصر الطرق وارخصها حرفيا ....فخلق هو الله و انسنه هو بنفسه على مقاييسه الدنيوية... فكتب له كتابا وانزله نيابة عنه ...و بات يتكلم عنه و نيابة عنه....وشرع نيابة عنه احكامه وشرائعه المقدسة....و بطبيعة الحال نصب من نفسه جنديا و شرطيا و حارسا مدافعا امينا عن الله المؤنسن الضعيف الغير القادر عن الدفاع عن نفسه...! يا له من مسكين مغلوب على امره هذا الله في حربه ضد الكفار و المشركين, لولا بسالة و شجاعة جند الله الذين لا يترددون في يحولوا انفسهم الى مفخخات بشرية تمزق الانسان اشلاء لرضى الله السادي المتعطش الى دماء اعدائه ...! يا لها من فلسفة و عقلية تشجع الانسان الى القتل ...فان قتل فله ثوابه و مكافئته في الاخرة من دعارة و كحوليات تجري انهارا تحت اقدام الناكحين للعذاري و الصبيان...! اخرة لم يتم اثباتها الا في مخيلتهم الضعيفة الفاشلة.
حكام العراق يعانون من دجل ونفاق سياسيين بامتياز...فهم من ناحية ثبتوا في مقدمة الدستور ان دين الدولة الرسمي هو الاسلام... دون ان يسالهم احدا..او ان يرهقوا هم انفسهم بتوضيح ماذا يعني ذلك ان دولة لها دين....! ثم سارعوا ايضا الى تثبيت فقرات تتعارض مع بعضها وضوح الشمس ...فمن جهة ثبتوا في الدستور ..ان لا يجوز سن قوانين تتعارض مع ثوابت الاسلام و احكامه...ومرة اخرى ما من احد يعلم مثلا اي اسلام هو المقصود هنا, الشيعي ام السني ...النقشبندي ام الحنبلي ام الجعفري؟؟؟ و من جهة اخرى ثبٌتوا ايضا بان لا يجوز سن قوانين تتعارض مع لائحة حقوق الانسان العالمية...!!! ياه ... يا لها من سخافة و سذاجة لا يقبلها عقل و لا منطق ...! كيف يتم التوفيق بين اللايجوزين ؟! الحكومة و البرلمان العراقيين يطغي عليها الاحزاب الدينية بكل اطيافها و من كثرة المتدينين لم يكمل قبل سنة او سنتين ذات مرة النصاب القانوني لعقد جلسة البرلمان بسبب كثرة المحجين من اعضاء البرلمان...يا سلام ...على البرلمان العراقي ...ما كثرة اهل الله فيه...! على اية حال و الحالة هذه لماذا لايستطيعون غلق كافة محلات المشروبات و منع تام لاستيراد وبيع وشرب الخمور؟؟؟ اوليس هذا دجل واضح؟ انه تصرف جبان من الحكام ان لايدافعوا عما يشرعون. من الجبن و غياب الشيم والقيم ان تقتل ساعي البريد وان تجبن من مواجهة محرر الرسالة اليك. من هم من يتناولون الخمر في العراق من شماله الى جنوبه؟ كم هي نسبة المسلمين في العراق ككل؟ بكل تاكيد لا تقل عن 95% من سكان العراق و عليه من هو المستهلك للخمور؟؟ الشجاعة تقتضي ان يعيد المشرع و المحرم حساباته و يفهم سبب فشله في امتناع الناس من الخمر لا ان يقتلوا من يبيعها... انني على يقين بان شارب الخمر يعلم جيدا ما يقول المقدس لكنه في اعمق اعماقه يعلم بان الحلال و الحرام انما من شان الانسان و ليس شان مقدس فرض نفسه على الانسان فجعله عبدا حقيرا لا يصلح الا لقضاء حياته الدنيوية في الصلوات و مراسيم دينية لا تحصى و لا تعد ...! هل من تسائل ماذا تبقى من معنى من حياة الانسان في هذه الدنيا؟
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست