کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


في سوريا تحسم المعركة المصيرية!

Friday, 22/11/2013, 12:00


وسام جوهر


من المعروف ان منطقة الشرق الاوسط كانت و لم تزل من المناطق الملتهبة، فما ان تخمد فيها نار حتى تشتعل فيها اكثر من نار.
باختصار شديد هناك جملة من العوامل التي تداخلت مع الزمن لتجعل هذه المنطقه حبلى بالصراعات الدمويه على اشكالها المختلفه. فهناك العامل القومي، حيث تسكن هذه المنطقة خمسة امم رئيسية الا و هي الاتراك و الفرس و العرب و اليهود و الاكراد اضافة الى عدد يكاد لا يحصى من الاقليات من مختلف الاطياف و الاشكال. هناك ايضا العامل الديني و الذي في تداخله مع العامل القومي قد شكل محاور صراع قاتلة منذ قرون و الى يومنا هذا. العامل الثالث هو العامل الاقتصادي و المتجسد في الثروات الهائلة و على وجه التحديد الذهب الاسود في العصر الحديث حيث تعوم هذه المنطقة على بحار من هذه الثروة الحيوية الاستراتيجية. هذا العامل الاخير انتج عامل اخر لا يقل اهمية ان لم يكن الاكثر فعاليه في حرب المحاور و عدم استقرار المنطقة، نعم اتكلم عن العامل الخارجي المتجسد في مصالح العالم الاقتصادية الاستراتيجية في هذه المنطقة, و بصورة خاصة امريكا و حلفائها الاوروبيين و لا ننسى دول اخرى لها مصالح حيوية كروسيا و الصين و اليابان.
ان الحرب الدائرة هي بكل تاكيد امتداد لتاريخ المنطقة و لسنا بصدد تناول التاريخ في مقال كهذا و انما نختار انتصار الثوره الاسلامية الايرانية في ايران في اواخر سبعينيات القرن الماضي، و قيام الجمهوريه الاسلامية الشيعية, كبداية معقولة لما يحدث اليوم من صراعات دموية في هذه المنطقة. ان سقوط الشاه الحليف الاقوى للغرب و حارسها الامين شرطي الخليج و الصديق الحميم لاسرائيل قد احدث خلل في توازن القوى، و كان لا بد من عمل شيء لاعادة هذا التوازن، فكانت الحرب العراقية الايرانيه للوقوف بوجه المد الايراني الشيعي. لم يكن عبثا ان سمى صدام حسين تلك الحرب بقادسيه صدام تيمنا بقادسية سعد بن ابي وقاص يوم انتصار العرب تحت راية الاسلام و اسقاطهم فخر الامه الفارسيه في امبراطوريتهم. اذن فان الحرب العراقية الايرانية كانت في ظاهرها حرب بين دولتين لها مشاكل حدودية و تدخل في الشان الداخلي، و لكن في باطنها كانت حرب بين العرب و الفرس و لبست الحرب ثوبا دينيا مذهبيا اليوم كما في ايام الغزو العربي الاسلامي لايران المجوسية! من الجدير بالذكر ان دول الخليج دخلت الحرب بشكل غير مباشر بل من بوابة العراق الذي كان سيشكل الى جانب ايران تهديدا خطيرا على امنها القومي. و الحق يقال ان دول الخليج خرجت كرابح وحيد من تلك الحرب الكارثية على العراق و ايران على حد السواء. ما ان وضعت الحرب اوزارها حتى دخلت المنطقة مرحلة ما استطيع تسميته بمرحلة تفكيك الدول و اسقاط الانظمة ...و كان العراق بنظامه الديكتاوري الصدامي خير مرشح ليكون نقطة الانطلاق حيث اجتمع الكل و الجميع على ضرورة اسقاطه . ما ان سقطت بغداد حتى تبين للمراقبين بان المنطقة انما تتعرض الى مؤامره دولية اقليمية الهدف منها اعادة رسم خريطة هذه المنطقة من خلال تقسيم الدول الى دويلات و اقاليم شبه مستقلة و على اساس مقولة ان اردت ان تاكل فيلا بكامله عليك بتجزئته اولا. بعد العراق اتى الدور الى تونس و ليبيا و اليمن و مصر و اخيرا سوريا التي فاجئتهم و اصبحت حجر عثرة حقيقيه في طريق احلامهم.
بدات الانظمة تتهاوى و تتساقط بشكل مذهل و ملفت للنظر تحت زخم الهجمة الشرسة. انظمة لطالما حكمت شعوبها لعقود من الزمان لم تصمد في بعض الاحيان اكثر من بضعة ايام! كيف هذا؟ كيف لا و ان المهاجم تحالف دولي بزعامة امريكا و اقليمي بزعامة دول مثل السعودية و قطر و تركيا علاوة على الارضية الخصبة في هذه الدول ذات الشعوب المظطهدة المتلونة بكل اشكال.
لا احسبني ابالغ اذا ما قلت ان كل الطرق تؤدي الى سوريا وفي سوريا سيكون الحسم فمن ينتصر في سوريا ينتصر في الشرق الاوسط. لقد اجتمعت كل القوى المتصارعة و تقاطعت المصالح و التقت. سوريا الرسمية و التي يحكمها نظام الاسد تكتسب اهميتها الاستراتيجية السياسية لاكثر من سبب. سوريا تتالف من اكثرية سنية و العديد من الطوائف القومية و الدينية الاخرى، و يحكمها اقلية علوية شيعية . هذه الخاصية جعلت النظام السوري ان يدخل تحالفا شيعيا استراتيجيا مع ايران الشيعية منذ قيام جمهورية ايران الاسلامية و هي اي سوريا اليوم تشكل حلقة مهمة جدا في سلسلة محور ما عرف بالهلال الشيعي الممتد من ايران و ينتهي بجنوب لبنان و حزب الله، و مرورا بالعراق الشيعي و سوريا العلوية. اذن فان سوريا دولة محورية في الصراع السني_الشيعي المتالف من دول الخليج و تركيا و حكومة اقليم كوردستان العراق من جهة و كل من ايران ، العراق، سوريا، حزب الله اللبناني و حماس من جهة اخرى. يضاف الى ذلك ان المحور السني يشكل جزأ من محور الغرب بقيادة امريكا و المحور الشيعي يشكل جزأ من محور عالمي اخر بقيادة روسيا و الصين. هذه المحاور و المصالح هي التي تقف وراء سر صمود سوريا و عدم سقوط دمشق على غرار تونس و ليبيا و القاهرة. بمعنى اخر فان سقوط و انهيار النظام السوري هو انهيار الهلال الشيعي باكمله بما في ذلك ايران .... و سقوط ايران و سوريا ستكون الهزيمة النهائية لروسيا و الصين حيث ان سوريا علاوة على ارتباطها بعلاقات سياسية استراتيجية تاريخية مع روسيا فهي تشكل المحطة المتبقية الوحيدة لروسيا و الصين في هذه المنطقة الحيوية و عليه فان سقوط سوريا سيكون كارثيا لروسيا و هزيمة ساحقة لها تفقد مصداقيتها في العلاقات الدولية.
روسيا تدرك ذلك جيدا و تعلمت الدرس من المناورات الامريكية في افغانستان و العراق و ليبيا و الدول الاخرى، فذهبت روسيا تدافع عن سوريا دفاعا مستميتا و ايما نجاح نجحت روسيا و معها ايران في لعب اوراقهما السياسية. سبب اخر لتعثر مشروع اسقاط النظام السوري نراه في تردد امريكا و عدم رغبتها الحقيقية في الدخول في حرب اخرى رغم الضغوطات السعودية و التركية، اذ راينا كيف ان سعوديا زعلت من الموقف الامريكي الاخير بعدم اعلان الحرب على سوريا ، فذهبت سعودية تعتذر لمجلس الامن، للمقعد الغير الدائمي الذي منح لسعودية، تعبيرا لخيبة املها و احباطها من مجلس الامن الذي لم يشن الحرب على سوريا تماشيا مع المشروع السعودي التركي و حلفائهم في السيطرة على المنطقة.
لماذا يا ترى تراجعت امريكا بعد ان كانت على قاب قوسين او ادنى من ورطة جديده من ورطات حروبها الفاشلة ابتداء من افغانستان و العراق و ليبيا؟ . امريكا وجدت نفسها مرغمة على ابتلاع الحقيقة المرة في ان حروبها الكارثية انما اتت بنتائج عكسية، فذهبت تفكر مرتين و ثلاث مرات قبل الشروع في مغامره جديدة. في هذه الاثناء قرر مجلس العموم البريطاني و تحت الضغط الشعبي الكبير الى عدم تفويض السيد كامرون في الشروع بحرب ضد سوريا. هذا الرفض علله الراي العام البريطاني بانه لا يريد تكرار تجربة فضيحة احتلال العراق. هذا الموقف جعل كامرون ان يتراجع هو الاخر. في مقابل هذا تحركت كل من روسيا و سوريا و ايران و حتى العراق بذكاء لتتقدم بمواقعها، فاما روسيا فقد اسرعت الى سحب البساط من تحت قدم المعسكر الغربي و حلفائهم بان طرحوا تفكيك و تدمير السلاح السوري الكيمياوي و بادرت سوريا مسرعة الى قبول هذا الاقتراح. في ذات الوقت بادرت ايران الى ابداء مرونة غير معهودا في ملفها النووي فتحول الاهتمام و الانظار الى ملفي نزع السلاح الكيميائي و الملف النووي. و بين ليلة و ضحاها تلاشت كل التهديدات العسكرية لشن الحرب على سوريا! انا الراي عندي بان الاقتراح الروسي لم يكن من غير توافقات خلف الكواليس، اذ ان اوباما اصطدم بمقاومة شديدة من الكونكريس الامريكي الذي هو الاخر لم يجد نفسه راغبا في تكرار تجربة العراق المريرة. ففي الحقيقة جاء المقترح الروسي الذكي لينقذ اوباما اكثر من بشار الاسد. لقد جاء الاقتراح ليكون مخرجا مشرفا للسيد اوباما و حفاظا على ما وجهه ناهيك عن انقاذه من تلطيخ سمعته كحائز على جائزة نوبل للسلام.
حزب الله هو الاخر نجح في اختيار التوقيت المناسب للدخول الى سوريا و ابلى بلاء حسنا في محاربتها التجمعات الارهابية و دحرها. اما بشار الاسد فلقد نجح هو الاخر في الحفاظ على الحزب و الجيش من التفكك. بحق اعطى بشار الاسد درسا سياسيا لاردوكان و داود اوغلو بتحركه الذكي في التعامل معهما ، اذ بادر الى تفاهمات سياسية ذكية مع حزب العمالي الكوردستاني بثوبه السوري ( حزب الاتحاد الديمقراطي) ادت هذه التفهامات الى تداعيات خطيرة في جبهة اعدائه ، حيث احدث شرخا خطيرا في صفوف اكراد سوريا بين موالين للمعارضه السوريه و تركيا و اقليم كوردستان العراق و بين معارضين لهم. في نفس الوقت ادت هذه الخطوة الى اعطاء تركيه لسعه بككية لاذعة فجعل العمال الكوردستاني يفصل بينه و بين انقرة.
مرة اخرى تسجل تركيا الاردواوغلية فشلا ذريعا في سياساستها المتخبطة. ضحت بعلاقاتها المتينة و التاريخية مع اسرائيل طمعا ببترول العرب و سوقهم الاقتصادي و حنت الى الماضي العثماني و ها هي بغبائها تضيع الحسبتين!
وسام جوهر
[email protected]


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە