مشروع ايزيدخان السياسي بين الطموح والواقع ج 1
Sunday, 10/03/2013, 12:00
اخترت ان ابدأ سلسلة حلقات مشروع ايزيدخان السياسي بين الطموح والواقع بابيات شعرية مشهورة للشاعر التونسي المعروف ابو القاسم الشابي:
اذا الشعب يوما اراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ... ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة ... تبخر في جوها واندثر
كما هو معلوم اننا في مقالات سابقة حددنا هدف المشروع السياسي اليزيدي في اقامة الامارة اليزيدية بمعنى نوع من الحكم الذاتي الحقيقي على حدود جغرافية ايزيدخان وعلى اساس السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية واجهزة امن وشرطة محلية للحفاظ على امن الموطن. نرى في ذلك, الضمانة الحقيقية الوحيدة في عراق اليوم لبقاء المكون في العراق.وفي سلسلة من المقالات القادمة سنتناول موضوعة السبيل الى مشروع ايزيدخان السياسي بين الطموح والواقع لتحقيق الهدف المنشود. بداية لا بد لهذا المشروع ان ينطلق من معطيات المشهد السياسي العراقي والكوردستاني ولا بد له ان يجد محله وموقعه في هذا المشهد بشكل يضمن له نجاح برنامجه السياسي على افضل وجه ممكن ولا بد ان تكون الياته السياسية مبنية على معايير واسس سياسية محترفة تضمن مصالح الشعب اليزيدي على احسن وجه ممكن دون الخضوع لاعتبارات دوغمائية. من الناحية النظرية الايديولوجية نرى ان ينتمي هذا المشروع الى الصف العلماني الليبرالي والقوى الوطنية بعيدا عن الايديولوجية القومية والدينية, اما من الناحية العملية والتكتيكية عليه اتخاذ الحيطة والحذر في التحالفات السياسية بحيث يتحاشى الذيلية والتبعية.
تبقى في مشروع سياسي يعتد به ويحترم نفسه, الغاية الاسمى حرية الانسان حيث انها المفتاح الى العدالة الاجتماعية وتكافيء الفرص للجميع في مجتمع يسوده الرفاهية والتقدم و ينعم فيه افراده بحياة حرة كريمة. لا ديمقراطية بدون الحرية كما هو حال العراق وكوردستان اليوم. فالديمقراطية لا تعني ان يضع الناخب صوته في صناديق الانتخابات كل فترة زمنية محددة وهي قطعا لا تعني امتلاك احزاب متنفذة اشبه بدول مستقلة لهذه الصناديق بحيث لا يخرج منها ما لا يسر هذه الاحزاب. ما فائدة الانتخابات وحرية الفرد مصادرة بشتى طرق الترغيب والترغيم؟ ما جدوى ان تخير الناخب وهو لا يملك المعلومة الصحيحة هول المنتخب؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر لا نرى مناظرات تلفزيونية بين قادة الكتل او رؤساء الاحزاب السياسية المتنفذة وذلك حق انتخابي من حقوق المواطن...! السبب هو ان رئيس الحزب في الثقافة العراقية والكوردستانية السياسية الفاشلة محاط بهالة من القدسية ففخامته معصوم من الخطأ ولهذا لا يعرض لهذه المغامرة في مناظرة تلفزيونية مباشرة على الهواء...انا الراي عندي ان هذا انما نابع من جبن سياسي وعن شعور زائف بكمال الشخصية لدى هؤلاء.
ان اول تحدي حقيقي وهو في الحقيقة يطرق على الباب اليزيدي الاهو الموقف الحازم من التعداد السكاني القادم في العراق وخصوصا حقل القومية؟ لكي نكون واضحين وبدون لف ودوران نرى ان يدون في خانة القومية "يزيدية" او "ايزيدية" وفي خانة الديانة "يزيدي" او "ايزيدي" وخلاف ذلك انتحار سياسي قاتل لا تغفر له الاجيال اليزيدية القادمة. فالاساس والاهم هنا هو تثبيت الذات وهويته الاجتماعية الخالصة ومن ثم الانتقال الى العمل السياسي المحترف لايجاد موقعه في البيت العراقي الكوردستاني ومرة اخرى مع التشديد على اتخاذ القرار السياسي الذي يضمن استقلالية هذه الهوية وديمومة وجود الشعب اليزيدي العراقي الكوردستاني. شخصيا ارى ومن باب العدالة ان لايجري هذا التعداد في ظل الظروف الامنية الغير المستقرة في العراق عموما و في ايزيدخان خصوصا . ان اي تعداد في ايزيدخان خارج مراقبة جهات دولية محايدة وفي ظل تواجد قوات امنية وعسكرية غير محايدة يعد ضربا من الانتحار وسلبا واضحا لارادة شعب ايزيدخان. هذا هو اول تحدي سياسي حقيقي واول معيار للناخب اليزيدي في استخدام صوته الانتخابي من اجل الذات اليزيدية واعتبارا من انتخابات مجالس المحافظات المقبلة في شهر نيسان القادم. التعداد السكاني القادم هو اللبنة الاساسية في الهدف المنشود وان اي اخفاق فيه لا سمح الله يشكل عقبة حقيقية في طريق المشروع اليزيدي برمته وعليه من الغباء المطبق الاستخفاف بالتعداد السكاني. ان تثبيت اية قومية سوى القومية اليزيدية في حقل القومية في سجلات الدولة تكون لها اثار عملية حقيقية منها مسالة الانتماء الاداري كنتيجة للتعداد بحيث يتم القفز على اجراء الاستفتاء بحيث ستستخدم الجهة السياسية المنتفعة سجلات النفوس سندا قانونيا لضم ايزيدخان الى ادارتها..وساعتها سيرى اليزيدي اصالته هنا وهناك!!!!
التحدي الثاني للمشروع اليزيدي سيكون بطبيعة الحال اختيار الشكل و الانتماء الاداري الافضل للشعب اليزيدي وهنا تتعدد الخيارات والحذر ان يوهم اليزيدي بان لا خيار له سوى هذا الخيار او ذاك من دون الخيارات الاخرى. على افتراض ان الخطوة الاولى تحققت في تثبيت الهوية اليزيدية الخالصة, على المشروع اليزيدي دراسة الخيارات المتاحة امامه فيما يخص الادارة المحلية المستقلة او المتالفة والمتحالفة وربما المركبة من الاثنين. فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن له ان يختار اقامة حكم ذاتي كاقليم ايزيدخان ضمن العراق او حكم ذاتي ضمن اقليم كوردستان او ان يقيم ادارة محلية مع مكونات اخرى من مكونات سهل نينوى كالمسيحيين والشبك والتركمان. ارى ان اشدد الى ان بقاء مناطق ايزيدخان ضمن محافظة نينوى هو خيار بحد ذاته يستحق الوقوف الجدي عنده نظرة للنسبة السكانية ذات الوزن السياسي لليزيدية في المحافظة وسنتطرق الى هذا الامر بمزيد من التفصيل في الجزء الثاني.
بقلم الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
السويد 2013-03-09
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست