ما سر صمتك يا كوردستان عن اغتصاب طفلة يزيدية؟
Sunday, 20/01/2013, 12:00
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-01-20
بعد فترة من الانقطاع عن متابعة الشأن العراقي عموما واليزيدي خصوصا رجعت لارى مفاجأتين بل فاجعتين تمسان الصميم اليزيدي المغيب في كوردستانه الغائب. المني كثيرا رحيل الزميل و الصديق العزيز حسو نرموقائممقام قضاء الشيسخان بهذه الطريقة الغريبة و المفاجئة. لذويه و محبيه و اصدقائه الصبر و السلوان ولروحه الطاهرة جنات الخلد. اكاد اجزم بان يكون لنا عودة الى هذا الرحيل الغامض. اما الفاجعة الثانية فهو خطف الطفلة اليزيدية البريئة سيمان ذات ال 11 عاما على يد الغدر في وضح النهار. لست ادري من اين ابدأ ...!
ان تكتب في الشان العراقي عموما و اليزيدي خصوصا ...هو ان تكتب عن الماساة التي لانتهي...يحاول المرء ان يكون موضوعيا في تناول اللاموضوعي و هادئا في التعامل مع العاصفة...ولاعاطفيا في الكلام عن سحق العواطف و المشاعر...! ليس من السهل كل ذلك لكننا حاولنا جهد الامكان ان نسيطر على عواطفنا و مشاعرنا و غضبنا عندما كان ذلك مبررا في اكثر من مرة.
لكنك كيف تتعامل مع شأن يمس صميم الهوية و الوجود...؟ كيف تتناول حاضرا ياخذ بك الى ماضي مؤلم لطالما حاولنا وضعه على رفوف التاريخ كي نتطلع الى مستقبل افضل ؟ كيف تتحدث عن حاضر مظلم و عن غد مبهم؟ الجرح اليزيدي عميق ومتقيح و يا اسفاه اعمق من ان يفهمه الفوق اليزيدي الغائب المغيب. متى تستفيق الضمائر ...ومتى تتفتح العيون الغامضة... بالامس خطفوا المسكينة "ميمي" و اليوم سيمان وغدا من ؟؟؟. ومن يتسائل عن من تكون "ميمي" فهي تجسٌد و تلخص قصة السبي اليزيدي و انتهاك عرضه في الماضي على يد جد من انتهك هذا العرض في مجمع شيخكا يوم التاسع من يناير الحالي ....مقلدا بذلك مرجعيته وجده يومذاك عندما اخذ بيد ميمي لياخذها عنوة من اخيها و اهلها بعد خسارتهم معركة الدفاع عن النفس, على يد جد غول شيخكا...وميمي وقصتها حقيقية حقيقة ما حدث في شيخكا و ليست من نسيج خيالي بل سمعتها من رجل كبير السن ضليع بالشان اليزيدي كان قد سمعها هو الاخر من السلف. يقال ان ميمي ابت الخنوع و الخضوع استسلمت دون تتاسلم ثم ثارت ومزقت ثوب الذل و المذلة و ابت ان تساوم على الشرف اليزيدي فكان لها انتقامها و حريتها ولاهلها وشعبها العزة و الكرامة....ولذكراها تحية و الف تحية فهي خالدة الى الابد في ذاكرة الباقي المتبقى من فرمانات اجداد غول شيخكا...فما اشبه اليوم بالبارحة.
الشارع اليزيدي ليس مستاء مما حدث ...الشارع اليزيدي غاضب ...لايدين ما حدث بل يرفض ما حدث...لا يستنكر بل يطالب بوضع الاوراق على الطاولة...كفى طبطبة على الاكتاف و تسويف ما يمس جوهر هويته. اذا كان البعض من الفوق الايزيدي قد ارتضى لنفسه الخنوع جبنا وجشعا فلا زال هناك من لا يساوم على عرضه و شرفه و اطفاله و مستقبل وجوده من عدمه.
انه عار و من ثم عار على كل البعض اليزيدي الصامت ...فهل هناك اعز من الذي اغتصب ؟ علام هذا الجبن؟ و كيف لا يتجرأ صعلوكا كغول شيخكا وهو لا يخشى عاقبة و لا لومة لائم....
نتذكر كيف اقاموا الدنيا ولم يقعدوها... لا لشيء سوى ان واحدة منهم اقلٌت سيارة يقودها واحد من الاخر!!!!
اين الاعلام الكوردي و الكوردستاني من جريمة كهذه بحق طفلة بريئة...؟ اين هذا الاعلام الذي ملىء الدنيا صراخا و عويلا بكاء على "دعائهم" المغدورة.؟!
اين الكادر الايزيدي القومي الكوردي ؟ اين الدولة واين هي كوردستان من كل هذا ؟ اين الحزب و القضاء و القائد من كل هذا؟ اليزيدي يطالب حماية الشرف قبل فتات الخبز...
اناشد كل غيور و حريص على كوردستانه ان يكون بمستوى المسؤولية و الحدث وان يعمل من اجل احقاق العدل و انزال القصاص العادل بحق المجرمين....ان اي تهاون و تسويف لهذه القضية سيكون له اثار لا تحمد عقباه.
اناشد المجتمع الايزيدي في المهجر الى اقامة المظاهرات من اجل سيمان ...من اجل الحق...من اجل نصرة المظلوم...من اجل البقاء اليزيدي....من اجل ....كوردستان....من اجل العراق.
ان الصمت الكوردي الرسمي و غير الرسمي عن هذه الجريمة لامر مخيف جدا ....انه نذير شؤم...لما هو ات من الايام....الشارع اليزيدي يقف حائرا متسائلا عن سبب حدوث مثل هذه التجاوزات على ماهيته وخصوصيته من طرف معين...اليزيدي عاش ويعيش بسلام مع اخوته في المواطنة من عرب و مسيحيين وتركمان ويهود سابقا بالاضافة الى الكورد بطبيعة الحال دون ان يتعرض الى هكذا ظلم واستهتار حتى في زمن الدكتاتوريات...! ما هذا الذي يحدث؟ لماذا و لمصلحمة من؟ اهي مجرد صدفة تتكرر...من جانب واحد.وان كان ما يتكرر لا يعد صدفة....؟ اهو برنامج منظم يراد منه ارهاب وتشريد اليزيدي من ارضه ووطنه؟ نتسائل ومعنا الشارع اليزيدي هل كان سيحدث ما حدث في شيخكا لو تم محاسبة من اضرم النار في مقدسات اليزيدي و بيت اميرهم في وضح النهار...؟! عندما تهجم الملا فرزند في وضح النار على اليزيدية ومعتقداتهم لم يجد رادعا و لا معاتبا من الفوق الكوردي ...لماذا؟ هل بات العرض اليزيدي مباحا؟ يؤلمني حقا محاولة البعض اليزيدي في توجيه اصبع الاتهام الى جهات خارجية تستهدف كوردستان...وكانهم بذلك من حيث يدرون او لايدرون يبرؤون الجاني ويبررون العلة....المسالة شان داخلي بحت يعكس بل يجسد حقيقة التهميش و الاقصاء و النظرة الدونية الى اليزيدية, وخير شاهد على هذا هو مرور الفاجعة تلوى الاخرى دون حساب او كتاب.
يا سيادة رئيس الاقليم و بصفتكم رمز القانون و العدالة مطالب بالايعاز الى السلطات الامنية و القضائية باحقاق العدل في هذه القضية... ولا عدل... و لاانصاف هنا... الا بارجاع الطفلة الى اهلها و انزال القصاص العادل بحق المجرم كي يكون عبرة لكل من تسول له نفسه بالقيام بمثل هذه الاعمال الاجرامية المنافية لكل القيم و الاعراف.
انكم يا سيادة الامير اليزيدي مطالب بان تتحرك بكل ثقلك و على اعلى المستويات من اجل طفلتكم سيمان...من اجل الرعب و الخوف السائد بين ابناء رعيتك بعد هذا الاعتداء السافر في وضح النهار.
انكم يا سادة يا كرام من برلمانيين وكوادر حزبية مطالبون بالدفاع عن من وضع فيكم صوتهم وثقتهم ...امالهم...ومستقبلهم ...ان سكوتكم عجيب غريب...اهذا ما وعدتم من وضع فيكم الثقة و الامل؟
صامت هو القضاء الكوردستاني...وصامت اجهزة الامن و الحزب...فما سر صمتك يا كوردستان عن اغتصاب طفلة يزيدية؟.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست