النهوض خير من البكاء ... و العمل افضل من الاستجداء
Sunday, 04/05/2014, 12:00
وسام جوهر
السويد 2014-05-03
لا يخطأ المراقب في تلمس الكم الهائل من الغضب الايزيدي الممزوج بكثير من الاهات و التحسر و خيبة الامل على ما كان متوقعا من نتائج في انتخابات البرلمان العراقي التي جرت قبل ايام. ففي الوقت الذي نفهم سبب هذه المشاعر المؤلمة، ندعوا من داهمته هذه المشاعر ان يحتكم الى العقل تاركا العاطفة جانبا. العقل و المنطق يقولان ان ما هو حاصل لا يحيد عن قواعدهما بشيء بل هو ما يجب ان يحصل وفق كل اسس العقل و المنطق.
علام كل هذا التحسر؟ كم مرشحا من الذين لن يحالفهم حظهم، غرد خارج السرب السياسي الذي لطالما خذل المكون الايزيدي؟ لقد كان للوجود الايزيدي تحت قبة البرلمان حضورا عدديا جيدا في الفترة المنتهية الان، و لكن ما الذي جناه المكون من ذلك الحضور؟ الازمات التي مر بها المكون شواهد حية على ما نقول ناهيك عن الخدمات العامة التي غابت غياب مرشحي المكون من شوارعه.
هل من يملك معطيات بان مرشحي هذه الدورة كانوا قد استحصلوا على وعود من احزابهم تشير الى تصحيح ما انحرف سابقا من المسار؟ هل من يتصور بان البرلماني العراقي و الايزيدي ليس استثناء، اكثر من رقم في حسابات قائد الضرورة ؟ اذن و الحالة هذه فان كل القرار السياسي يطبخ في مطابخ القائد و يقدم في صالات البرلمان على ارشاداته دون انحراف قيد انملة.
عودة الى المكون الايزيدي و مدى خسارته الحقيقية في النقصان العددي من بني ايزيدا في البرلمان العراقي، اكاد اجزم ان وجوده من عدمه سيان. يبدو لي ان الناخب الايزيدي بدء يعي حجم خطأه في رهانه السياسي، و بدء يتغلب على خوفه من التسلط و الاستبداد. اريد ان اقرأ من الان عدة رسائل قوية وجهها ناخب ايزيدخان الى جهات مختلفة سنرجع اليها قريبا لنتناولها بمزيد من التفصيل في باب دروس و عبر ... دلالات و استنتاجات. سترينا قادم الايام باننا على عتبة ربيع ايزيدي هاديء بطيء لكنه مؤكد.
لقد طفح الكيل مع التعامل الدوني المدروس لمكون شاء القدر و التاريخ و الجغرافية ان يراهن على جهات سياسية تابى ان تفهم الواقع المتغير من حولها بل عاشت و تعيش على التعالي و الاستكبار، تظن بانها في مأمن من التغيير و الاصلاحات.
انه لمن المؤلم ان نرى كوكبة من الطاقات الفكرية و السياسية، يتم حرقها في الهواء الطلق. لا ارى ان البكاء على ما لا يستحق البكاء عليه يجدي نفعا. اتمنى على المهتمين بالشأن الايزيدي ان يراجعوا الحسابات بدقة. لا بديل لتغير البوصلة السياسية لتصحيح المسار. تاريخ هذه القوى السياسية يفضح لنا ماهية فكرها التسلطي و استعدادها للتنازل عند الضرورة القصوى و خير مثال و شاهد على هذا تطور علاقاتها مع قوى سياسية اسلامية اركعتها للمساومة و للشراكة في السلطة الى درجة انها باتت ترفض النشيد الوطني الكوردي اي رقيب بذريعة ان كلمات النشيد تخالف قيم الاسلام مما اجبروا برلمان كوردستان للاكتفاء بالعزف دون الغناء! ولا ادري كم من الوقت سيستغرق قبل ان نسمع مطالبات بالغاء احتفاليات نوروز بنفس الذريعة!
الشارع الايزيدي في تقديرنا بات جاهزا لحراكه الشعبي السلمي مطالبا حقوقه و استحقاقاته، اذ كفاه مذلة و تهميشا و تطنيشا. امة ايزيدا بحاجة الى طرح مشروع سياسي كامل متكامل يرفع راية حقوقه الدستورية في حقه في الادراة الذاتية على جغرافية ايزيدخان التي يجب ان يحافظ عليها من التغيرر الديموغرافي المستمر. ان محنة الشعب الايزيدي هي اكبر بكثير من ادخال بضعة ايزيديين الى هذا البرلمان او ذاك دون اية اعتبارات مادية ملموسة على ارض الواقع. الايزيدي صاحب قضية يتحداها ارادات سياسية متنفذة تملك الكثير من القوة عسكريا و ماديا، و عليه لا يجوز الاستهانة بهذا التحدي. ولكن في المقابل لا يجوز الركوع امامه مستسلما الى الخوف الغير المبرر.
الكل مطالب للتباحث و التحاور للخروج بمشروع سياسي يوزازي مستوى التحدي و الطموح، مشروع يتجاوز الخطابات الانشائية الى مرحلة العمل السياسي الفعلي الذي لابد له ان يتبلور في جبهة سياسية موحدة اذا ما اراد المهتمون بالشأن الايزيدي ان يحققوا الحد الادنى من الذات الايزيدية المستقلة، و اذا ما اريد لبني ايزيدا الحد الادنى من حقوق المواطنة على اساس العدالة الاجتماعية في الحرية و الكرامة و العيش الرغيد.
هكذا عمل سياسي اذا ما اريد ان يكتب له النجاح لابد له ان يتمحور حول الهوية الايزيدية الكاملة و الغير المنقوصة كشعب يشكل الدين الايزيدي جزء من هويته الشاملة. لا نرى اساسا سياسيا اكثر ملائما على مستوى الوطن عموما و ايزيدخان خصوصا، من ان يؤسس هذا العمل السياسي بحيث يكون رافدا من روافد القوى السياسية الوطنية و العلمانية الليبرالية في كوردستان و العراق، و ان يكون لشبيبة بني ايزيدا دور فعال في هذا المشروع السياسي.
لقد ان الاوان ان يقتنع الايزيدي ان طريق الانانيات الفردية و العمل الفردي بمجمله قد ادى به الى طريق مسدود و لابد للجميع ان يبحثوا عن صفحة جديدة يرسم فيها خارطة طريق واضحة المعالم و الاتجاه. احمل رؤساء العشائر و وجهاء المجتمع الايزيدي بكل اطيافه مسؤولية مراجعة الذات و التخلي عن استراتيجية لا تؤدي بهم جميعا في نهاية المطاف الا الى افاق مدمرة يندمون عليها ساعة لا يفيدهم الندم. لا باس ان تنهض الامة متاخرة من ان لا تنهض. هل يعقل حقا ان تباع ايزيدخان بتاريخها و ارثها و موروثها بحفنة من الدولارات؟ فالنهوض خير من البكاء و العمل افضل من الاستجداء.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست