کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


حلم الدولة الكردية وإعادة رسم الخريطة العالمية

Monday, 07/05/2012, 12:00


بقلم : محمد فؤاد أبو بطه

 
أردت أن التقط أنفاسي من الأحداث المتلاحقة والمتسارعة في مصرنا الحبيبة فوجدتني أفكر في مشكلة من مشاكل العالم العربي والإسلامي الصعبة والشائكة جدا ولكني فضلت التغيير المؤقت مع معرفتي ما ستشكله تلك الرؤية من معارضة قومية عربية شديدة !!
كان الرسول صلي الله عليه وسلم مع أصحابه فى سفر ، وبينما هم كذلك وجد عصفورة تطير مذعورة وكأنها تصرخ ! فتعجب النبى وسألهم فأخبروه أنهم فرقوا بينها وبين فراخها فأمرهم أن يردوا إليها فراخها فلما فعلوا اطمأنت وهدأت ! إن الأمر صغير - جد صغير- عصفورة وفراخها! ولكن عظمة النبى الانسان فرضت عليهم ألا يفرقوا بين الأم وفراخها !
ونحن هذه الأيام ومنذ سقوط دولة الخلافة الاسلامية -على يد مصطفى كمال أتاتورك فى عشرينيات القرن الماضى إلا وظهرت القوميات ونشبت الحروب بين المسلمين بعضهم البعض ! فلقد رأى الاستعمار تقسيم دولة الخلافة إلى دويلات صغيرة بحدود وهمية وقتها! راهنوا وقتها على أن صوت القوميات سيعلو فوق صوت الحق والاسلام فلا تقوم لدولة الخلافة قائمة! كان المفكرون الأحرار ينادون بعدم الاعتراف بهذه الحدود المفروضة من الاستعمار لأنها ستعمل على تفريق الأمة الواحدة ! ولكن من ظنوا أنفسهم دعاة ثورة من القوميين قادوا الأمة إلى الفرقة والضعف والهوان ووطنوا أنفسهم على تكريس ما أراده المستعمر من ترسيم لحدود وهمية بين دول سميت بمعرفة الاستعمار ! كان الاستعمار يدرك أن قوة دولة الخلافة الاسلامية فى عدم وجود حدود مع حرية الحركة والتنقل بين البلدان الاسلامية تحت لواء الخلافة ! وهذه عبقرية الاسلام فمنذ أن هاجر النبى إلى المدينة وبدأت غزواته لتتسع رقعة دولة الاسلام حتى أصبحت فى عهد الخلفاء من بعده مترامية الأطراف مع حرية الحركة والسفر من أى مكان لأى مكان آخر! لم تفرض جيوش الفتح الاسلامى اللغة العربية على أى بلد ! بل كان أهل البلاد المفتوحة يسارعون بأنفسهم إلى الاسلام وإلى تعلم لغة القرآن، لم يحارب المسلمون أى لغة محلية لأى قومية بل لم يتطرقوا لهذا الأمر أبدا! لأن الله جعل الخلق شعوبا وقبائل ليتعارفوا !عرف الاستعمار هذه النقطة فأراد أن يقضى على وحدة الأمة فاصطنع حدوداً وهمية كرّسها الزعماء بعد ذلك وحاربوا من أجلها واستنزف المسلمون أموالهم وأولادهم فى حروب على حدود وهمية من صنع أعدائهم ! وللآن مازال الأكراد وقد فعل الاستعمار فعلته معهم ومع الدول الاسلامية فرسم حدودا ليقسم الأكراد أبناء القومية الواحدة بين أربع دول ذات حدود وهمية من صنع الاستعمار بين تركيا وايران والعراق وسوريا ! وأخذت تلك الدول الناشئة عن تخطيط الاستعمار للحدود الوهمية فى شن الهجمات اللاانسانية على الأكراد وكأنهم أعداء الأمة ! ترك الحكام الأعداء الحقيقين المتمثلين فى الاستعمار القديم والحديث ليحاربوا الأكراد حربا لاهوادة فيها ! إن من حق الأكراد أن يعيشوا كما كانوا قبل انهيار دولة الخلافة قومية واحدة داخل أمة واحدة! لم يفكروا أيام دولة الخلافة فى أى دعوة انفصالية! لماذا ؟ لأنهم لم يشعروا لحظة واحدة أن هناك من يرغمهم على شىء ! أو أن هناك تمييزاً بينهم وبين العرب أو الأتراك ! بل إنهم جميعا أمة واحدة ! فكانوا يدافعون عن شرف الأمة مثل العرب تماما فخرج منهم القائد صلاح الدين الأيوبى ولم يسأل انسان كيف يقود العرب قائد كردي فى حربهم ضد الافرنجة ؟! لم يفرض صلاح الدين وهو السلطان لغته الكردية بل تصرف صلاح الدين كأنه عربى بل وكأنه قرشى وليس عربيا وفقط !
كانت هذه عظمة الخلافة! هي نفس العظمة التي لم يشعر معها سيف الدين قطز سليل الملوك الذى أصبح مملوكا فى مصر! بأى فرق بينه وبين أى عربى أو مسلم وهو يرفع راية الجهاد فى وجه التتار - طغاة الأرض وقتها - ذلك الوحش الكاسر الذى دمر الأرض فى أقصر فترة زمنية ، ولم يطلب قطز إدراج لغته الأصلية ضمن اللغات التى تصدر بهاٍ أوامر الدولة ! إنها عظمة الخلافة التى عجز اليهود أن يقتطعوا منها جزءا صغيرا يجعلوه وطنا لهم ! مما أظهر أمام القوى الاستعمارية أن السر فى عظمة المسلمين هو دولة الخلافة ! فهى العباءة التى يلتف بها المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها ! فكانت المؤامرة الكبرى ضد الأمة الاسلامية المتحدة باسم الخلافة فتآمروا عليها وألغوها وأنشأوا عصبة الأمم التى خدمت القوى الاستعمارية التي قررت انهاء الخلافة عمليا فرسموا حدوداً وهمية على الخرائط وطبقوها على الأرض واستعملوا صنائع لهم وأطلقوا عليهم قادة وزعماء وراهنوا على الشعوب بأنهم سيستسلمون لقادتهم وخطبهم النارية وسيكرِّسوا تلك الحدود بل وسيحاربوا فى سبيلها بعضهم البعض ! وكسب الاستعمار الرهان وبدأت الدويلات ترسم حدودها على الأرض بعد أن رسمها الاستعمار على الخرائط وفعل الاستعمار أفاعيله وترك مشاكلا داخلية فقسموا الأكراد بين قوميات مختلفة بين العرب والفرس والأتراك ، وقسموا كل الأقاليم المشتركة وفرقوا بين العصفورة الأم وفراخها لتستنزف الدول الاسلامية مواردها ، فى الهند وباكستان وكشمير والآن دارفور! وتحت الرماد جزر طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى بين ايران والامارات! وجعل الاستعمار الخيار الاستيراتيجى الوحيد للتعامل بين الدول الاسلامية والعربية بعضها البعض الحرب ! فأصبحت الدول العربية والاسلامية تقف وجها لوجه فى حروب دامية آخرها حرب العراق ايران وحرب الخليج الثانية !
واقتطع الاستعمار جزءا غاليا من الأرض الاسلامية العربية وأعطاها لليهود فأنشأوا دولة غير شرعية أطلقوا عليها اسرائيل واعترفوا بها فور إعلانها وضموها للأمم المتحدة! رفض العرب والمسلمون قرار التقسيم وقتها لأنهم كانوا لا يصدقون أن تستسلم الشعوب الاسلامية ولم يظن العرب والمسلمون أن الاجيال القادمة من القادة والشعوب سيتهمونهم بقصر النظر لأنهم لم يقبلوا التقسيم عام 1948! فالخلافة الاسلامية كانت قريبة من الأذهان وظن العرب والمسلمون أن دولة الخلافة ستعود لتعيد الفراخ إلى أمها المذعورة !
واعتنق القادة الخيار الاستيراتيجى الوحيد للتعامل مع اسرائيل بعكس الخيار الاستيراتيجى الذى اعتنقوه للتعامل فيما بينهم فأصبح السلام هو الخيار الاستيراتيجى الوحيد للتعامل مع اسرائيل! والحرب والقطيعة الخيار الاستيراتيجى للتعامل بين العرب والمسلمين بعضهم البعض !!.
فماذا لو عادت الفراخ الكردية إلى أمها وأعلنوا دولتهم الكردية الموحدة؟ ألن يوفروا على أنفسهم وعلى الدول الأربع عبء تجهيز الجيوش والدماء المسفوحة ؟! بل ستركز الدول الأربع على توجيه انفاقها على الحرب مع الأكراد للتنمية وتجهيز الشعوب للخيار الاستيراتيجى للتعامل مع اسرائيل وهو الجهاد ! لو عادت كل الفراخ فى الأماكن التى زرعها واختلقها وخلّفها الاستعمار القديم إلى أمها لانتهت المشاكل الداخلية فى العالم الاسلامى والعربى ! لانتهت مشكلة الصحراء بين دول المغرب العربى والمشكلة الجديدة بدارفور ومشكلة كشمير ومشكلة الأكراد ! ولأصبح الهدف الأسمى أمام الجميع اعادة الفراخ الفلسطينية إلى أمها لإعلان دولتهم الطبيعية التاريخية وعاصمتها القدس الشريف .
لقد قسمت الدول الاستعمارية ألمانيا إلى شرقية وغربية وبعد أقل من خمسين عاما استعادت الأمة الألمانية وحدتها ! والذى سعى لذلك ليس الجزء الفقير الأقل تقدما بل سعت ألمانيا الغربية الأقوى اقتصاديا والأكثر تقدما وتكنولوجيا ! لم يقل الألمان الغربيون أن دخولهم ستقل ! لأن الهدف أمة المانية واحدة وقد كان! بينما مازالت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى جنوبية وشمالية! ومازالت كشمير مقسمة بين الهند وباكستان! والأكراد بين سوريا وايران والعراق وتركيا ! لقد استحقت الأمة الالمانية التقديرعلى خطوتها بل وعملت أوروبا على تدعيم الاتحاد الاوربى وكأنهم دولة واحدة رغم اختلاف اللغة والثقافة! فى حين كرّس العرب الحدود بل ووضع أغنياء اليوم -فقراء الأمس- شروطا لدخول رعايا الدول الفقيرة اليوم -أغنياء الأمس -شروطا عجيبة لم يضعها الاتحاد الأوروبى لتنقل رعاياه بين دول الاتحاد رغم انتشار الأمراض القاتلة هناك مثل الإيدز وغيرها ! ألم أقل أن الاستعمار كسب الرهان ومازال يكسبه! ومازالت الفراخ الصغيرة بعيدة عن أمها المذعورة ومازلنا فى انتظار عودة صلاح الدين كرديا كان أم عربيا ! وفى انتظار سيف الدين قطز مملوكا كان أم عربيا قرشياً ! وماكان مؤسس مصر الحديثة محمد على باشا مصريا أوعربيا أو حتي افريقيا بل كان ألبانيا أوروبيا !
فهل تفعلها ايران وتركيا والعراق وسوريا وتستبق الأحداث وتبدأ في إعادة رسم الخريطة العالمية بإعلان الدولة الكردية لتضم أكراد العراق وسوريا وايران وتركيا لتصبح دولة موحدة حتي لو علي غرار سويسرا في أوروبا بلا جيش للحروب بل بقوات لحفظ الأمن !؟

** كاتب هذا المقال كاتب وروائي مصري صدر له 6 كتب في موضوعات مختلفة ، بين السياسة والدين والإقتصاد والقصة والرواية. يكتب بموقع وكالة كليوباترا للأنباء وتحقق مقالاته أعلي نسبة مشاهدة عبر تاريخ الموقع.
[email protected] E-mail:


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە