الأنتخابات العراقيه نعمه أم نقمه

Wednesday, 07/04/2010, 12:00


يساور القلق الكثير من السياسيين على الصعيد المحلي والدولي من سير العمليه السياسيه في العراق لما تتمتع بها هذه المنطقه من أهميه جيوسياسيه تعكس نجاح أو فشـــل مثل هذه التجربه السـياســـيه الحديثه أثارها البالغه على المنطقه بأكملها, وخلال متابعتي للتقارير الصادره يهذا الشأن يطرح تقرير (جيمس بيكر) وزير خارجيه أمريكــا السابق والخبير بشؤون الشرق الأوسط ,الاوضاع السياسيه في العراق بدقه وموضوعيه .
يقول التقرير الذي نشر في جريده الشرق الاوســـط في الثاني من شــباط 2010 تحت عنوان الأهتمــام بالعراق سياسياً بعد الأنسحاب الامريكي " لم تتوصـــل المنظومه الديمقراطيه جزئياً والتي يســيطر عليها الشــــيعه اليوم الى توازن مناسب بين مكوناتها الســنيه والكرديه والشـــــيعيه , كما لم يتم تحديد طبيـعه علاقتها مع أيــران على المـدى الطــويل واذا غـلب الراديكاليوون على الجزء الشـيعي , وســيطر الجزء الشــيعي على المناطق الســـنيه والكرديه واذا ما تواصل مع طهران , فتشهد وتسهم نسبيا في تغيير جوهري في موازيين المنطقه" .

لمحه مختصره عن تأريخ العراق السياسي يساعد على تسليط الضوء على بعض أهم الأسباب التي أدت الى عـدم الأستقرار السياسي في هذه المنطقه.
كانت الولايـات الثلاثه الموصل , بغـداد والبصـره والتي يتكون منها العراق اليوم ترضــخ تحت الحـكم العثمــاني ( 1918_1935). في حينها ادرك الأمير فيصل بن الحسين بن شــريف في السعوديه المميزات التكنولوجــــيه والصناعيه والحضــاريه االتي كانت تتميز بها بريطـــانيا العضمى فقرر الأســتعانه بها للتخلص من الفقر والجهل والأســتبداد الذي أحدثهـــا الأســتعمار العـثماني في المنطـــقه أضافه الى أنه كان يـرى أنه من السهل التخلص من الأنكليز بعد طردهم للاتراك نظـــرا للبعد الجغرافي بين المنطقه وأنكلترا ولعدم وجود عامل مهم وهو الدين الذي يربط بين أبناء المنطقه وانكلترا والذي أستغلهوا الاتراك كوسيله للبقاء في المنطقه حقبه من الزمن.
لقـد أدرك الأتـراك بدورهم التحركات الســياسـيه التي كان يقوم بها الأمير فيصــل بن الحسـين مع الأنكليز, ولكن بسـبب عجزهم العســكري والاقتصـادي انذاك قامـوا بأرشاء بعض رجال الدين الأكراد في ولايه الموصــل للقيام بوقف الزحف الأنكليزي, كما قامت ايران بدورها بـأرشاء بعض رجال الدين الشيعه في ولايه البصره للقيام بنفس المهمه, فقد صرح الشــيرازي في حينها والذي كان يعتبر من المراجع الدينيه ذو نفوذ كبير في ولايه البصــره بما يلي:- "صحيح أن الاتراك ظالمون ولكنهم مسلمون وأخواننا في الدين"

بعد أن نجح الانكليز من طرد الاتراك من الولايات الثلاث وقاموأ بأنشـاء كيان يسـمى اليوم بأسـم (العراق) وقاموا ســنه 1921 بتتويج الملك فيصل ملكاً له.
الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ تلك الفتره كانت حصراً على العرب السنه وقد تميزت تلك الأنظــمه بالطابع العسكري لأنهم أدركوا صـعوبه التعامل مع هذا الكيان الذي ولد نتيجه لمخاض عسير ولذلك رفعوا شــعار (تحرير فلســطين) ليكون عاملاً مشـتركاً بين هذه الولايـــات الثلاث ولكي يســتطيعوا من خلالــها تخوين وبالتالي أقصاء جميع الاصوات المعارضه لنطام حكمهم.

سنه 2003 كانت نقطـــه تحول كبير في تأريخ العراق السياسي حيث ظهرت ولأول مره كيانات وكتل ســياسـيه تستطيع العمل والتعبير عن أرائها بحريه ولكن في جانب أخر كان هناك أخفاق كبيـر وواضــح في أختيار الاليـــه الصحيحه والمناسبه لأداره البلاد .
يمكن تشبيه العمليه الســـياسيه والديمقراطـيه على الســاحه العراقيه اليوم بالمختبر العلمي الذي يحتوي على جميع المواد والادوات المختبريه اللازمه ولكنه يفتقد للكادر العلمي لأنتاج المواد المطلوبه.
أنه من الضروري هنا الأشــاره الى أن انتهــاج نفس القواعـد والاســاليب العقيمه السابقه في أختيار قـواعد واليـه أداره الدوله سيؤدي الى كارثه سياسيه يضاف الى الكوارث التي أحدثتها سوء أداره الدوله من قبل أنضمه ســابقه.
لذا يجب ايجاد النظريه الاساسيه والكفوئه والتي تبنى عليها الدوله الفيدراليه ومؤسساتها.
الأنتخابات العراقيه نعمه أم نقمه الدوله وبعد تحليل معمق لمجموعه من الفرضــيات التي تتبنى عوامل مختلفه نراها حاسمه في ترشيح النظريه الاساسيه بمكن تلخيص أهم أبعادها بما يلي :-


1- (الفكره التي طرحها بيتريلبرت) والذي يعمل الأن أســتاذاً في كليــه الدفاع الوطـــني الامريـكـي والتي يمكـن تلخيصـها بأنشاء ثلاث أقاليم فيدراليه سنيه كرديه وشيعيه وفيها يختار كل أقليم النظــام الاداري والســياسي والذي يراه مناسباً وتتمتع بصلاحيات واسعه .
2- الغــاء منصــب رئيس الوزراء في الحكـومه الفيدراليــــه وأســتبداله بمجلس رئاســه الوزراء يتكون اعضاءه بالتســاوي من كوادر تكنوقراطيه مرشحه من قبل الاقاليم الثلاث وتكون قرارت هذا المجلس نافذه فقط اذا أتخذت بالاجماع.
3- يحق لأي أقليم من الاقاليم الانفــه الذكـر الحق في نقض الفيتـو في أي قرار في البرلمان اذا كان قراراً ما يمس ســـلباَ ذلك الاقليم.
4- يتم حمايه هذا النظــام السياسي من قبل المنظومه الدوليه لحين أستقرار المنطقه وأمتـــــداد وأستكمال خارطــه الطريق للديمقراطيه للشرق الاوسط ليشمل المنطقه بأجمعها.

أن النظـــام الفيدرالي والديمقـراطي هي الوسـيله الوحـيده في أحتواء التركيبـات والانقســامات العرقـــيه المتعدده والمتقاطعه في الشرق الاوسط وأن أي التفاف حول مثل هذا النظام يعتبر أنتحاراً سياسياً.



نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە