31 آب..
Thursday, 11/06/2009, 12:00
الراقصون في الارض الخراب كثر،الطامحون الى دمار ما تبقى من العراق كثر
أيضا،الساعون الى التفتيت يتضخمون ويمسخون فان ما يسعون الى تفتيته أكبر
منهم رغم أدعاءاتهم الزائفة ونفاقهم المفضوح بالحفاظ عليه أذ أن بقاءه
لايعني الا ضياع آمالهم او بقاءهم كدعاة للخراب.
لست من عشاق الرايات
او الاعلام كرمز سيادي للدولة الواحدة، لكن المأزق السياسي الخطير الذي
يعصف بالعراق ويهدد وجوده ،نابع من الانهيار الذي تعرضت له الدولة وكيانها
السياسي وقوانينها ومؤسساتها نتيجة الاحتلال الامريكي وممارسات الادراة
الامريكية ممثلة في الفوضى الخلاقة التي ستفضي الى اقامة نظام ديمقراطي
كما يردد سادة البيت الابيض ومنظرو العولمة او من يتزاحمون على التطبيل
للسياسات الامريكية في العراق ونجاحها الاكيد.الانهيار الذي يتواصل لحظة
بلحظة بفعل ممارسات الكثير من القوى السياسية التي يهمها تماما ان توجد
دولة ضعيفة في العراق وغير قادرة على حماية ابنائها او توحيدهم حول هدف
ما.وبالتالي فان الحديث عن عدة اعلام وفدراليات واقاليم هو تحصيل حاصل
لممارسات القوى الطائفية والقومية ومزايداتها خلال السنوات الثلاث الماضية
التي أفصحت وبشكل لالبس فيه ان هذه القوى وجدت في تحطيم الدولة
والابقاءعلى الحد الادنى من هشاشتها بأسم اللامركزية او الابقاء على أسمها
فقط ،وسيلة لاعلاء شأن مشاريعها القومية والطائفية القميئة واشاعة كل ما
من شأنه ان يزيد من حدة التدمير والاحتراق الذي يعصف بالعراق قتلا وتدميرا
وكراهية وانتهاكا لكرامة الانسان والمساهمة في تعقيد الاوضاع السياسية
والامنية وعلنية الحرب الاهلية،فكلما حدثت مجزرة للابرياء زعق الحكيم
واتباعه بحقانية انفصال أقليم الجنوب وبمظلومية الشيعة التي لاتنتهي وحقد
السنة الطائفي على اتباع آل البيت.
لم يكن مسعود البارزاني الا اول
الراقصين في ساحات الخراب والانهيار السياسي والامني والاجتماعي الذي أعقب
أنهيار سلطة الدكتاتورية القومية والفاشية في العراق جراء الاحتلال
الامريكي الكريه،أسوة بسياسين وقادة احزاب كان همهم الاساسي تحقيق
طموحاتهم القومية والطائفية وان كان ذلك بان يجعلوا من العراقيين كارهين
لبعظهم حد القتل والتهجير واشاعة لغة الكراهية والحقد القومي
والطائفي،ولعل محاولاته لتجميل صورة مشروعه عبر الحديث عن وحدة العراق
والديمقراطية والتعددية السياسية وعلمانية الدولة قد اصبحت محاولات مشكوكا
فيها بفعل الوقائع التي تستجد كل يوم.
لم يخف الرجل مساعية لعزل
كردستان عن مدن العراق الاخرى ومنذ اللحظة الاولى لسقوط نظام الحكم الفاشي
في العراق، فبعد كل حادث اليم او مجزرة مروعة تحصد حياة عدد من الابرياء،
نجده يكرر مقولاته حول الامن والاستقرار في كردستان وانهم شعب يحبون
السلام....الخ غير ان تصريحاته بدأت تتضخم هي الاخرى كما سلطته في كردستان
وليتوجها اخيرا بامره القاضي بانزال العلم العراقي عن الدوائر والمؤسسات
الرسمية في مدن كردستان العراق أذ اصبح(من المستحيل رفع ذلك العلم في
كردستان لانه يعبر عن فترة تعتبر من أشد الفترات سوادا في تاريخ العراق).
نعم
كثيرة هي الفترات أوالايام السود و المرعبة في تاريخ العراق، كثيرة هي
المجازر والجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين من قبل حكومة البعث الفاشي،
جرائم وايام سود أصبحت كانها وشم في حياة وذاكرة العراقيين المليئة
بالمآسي والنكبات، فما تاريخ حكومة البعث الفاشي الا تاريخ دام ومرعب.لكن
صدام حسين لم يكن لوحده في فرض الايام او الفترات الاشد سوادا في تاريخ
العراق،بل كان له شركاء لايقلون عنه تعصبا قوميا و طائفيا اعمى ،او كانوا
يجدون فيه حاميا لوجودهم حتى من ابناء جلدتهم.من اصدر فتوى الشيوعية كفر
والحاد كان شريكا لكل الحكومات القومية والمعادية للانسانية،شريكا بكل ما
ارتكبته من جرائم بحق الشيوعيين والمناضلين التحررين او الساعين لمجتمع حر
وخالي من قيود الدين والقومية والعشيرة والطائفة.ومثلما كنت الفتوى
الرجعية والاجرامية المذكورة لحظة سوداء في تاريخ العراق، فأن يوم 31 آب
1996 كان يوم اسود كذلك في تاريخ الابرياء في كردستان واعاد عليهم مسلسل
التشرد والرعب من سلطة الدكتاتورية او الموت على الطرقات الجبلية.فالفاشي
والقومي الجلاد والدكتاتورمجرم حلبجة والانفال سرعان ما تحول الى منقذ
لحزب السيد مسعود في سلسلة حروبه ضد غريمه اللدود جلال الطالباني
وحزبه،المنطقة الامنة التي تتنازع عليها الاحزاب القومية الكردية سرعان ما
اعيدت اليها هويتها العراقية المهددة بالاحتلال والانتهاك الايراني .
الجريمة
التي ارتكبت في يوم 31 آب 1996 بحق الابرياء الذين شردوا من منازلهم او
بحق المعارضيين لحكم الدكتاتورية البعثية الذي تواجدوا وعملوا في اربيل
والذين قدموا على طبق من ذهب للمخابرات العراقية والحرس الجمهوري ليقتلوا
فورا او يعدموا بعد حين،لم تكن سوى يوم أسود في حياة سكان كردستان، غير
انها كانت جريمة مشتركة مابين صدام حسين وجيوشه المتوحشة من جهة وبين حزب
السيد مسعود من جهة أخرى.
ياسيد مسعود أن حروبكم الداخلية او الاخوية
ضد بعضكم البعض بكل ما تركته من دمار وضحايا هي فترات سود في تاريخ
كردستان،الكراهية التي عملتم على تكريسها ضد بعضكم البعض ومنذ 1966 وحتى
الان حقيقة سوداء ايضا،بشت آشان وقرناقة او قتل التحرريين والشيوعين
وطمرهم في الكهوف،الاستبداد والدكتاتورية العشائرية التي تمارسونها الان
،خنق الحريات السياسية واقصاء كل معارض لكم،قمع الحركات الاحتجاجية
المطالبة بالخدمات والعمل وفضح الفساد ممارسات سوداء أيضا وتسجل لحظة
بلحظة،الكراهية والتعصب القومي والتعالي الذي تظهرونه ضد العرب شركائكم في
الوطن الافتراضي فعل أسود كذلك ياسيد مسعود.
أستقلال كردستان هو أمل
الكثير من الذين يريدون وضع حد لعقود طويلة من القمع والاضطهاد والظلم
القومي الذي مورس بحق أكراد العراق من قبل الحكومات القومية المتعاقبة على
العراق التي عاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية وتنتهك امنهم واستقرارهم
في كل لحظة تريد.غير انه استقلال يفضي الى كيان ودولة حرة وخالية من
التعصب القومي اللاانساني، دولة لاتقوم على أسس قومية لانها ستكون أسس
لادامة الكراهية والتعصب ضد الاخر العربي او الفارسي او التركي بما يبقى
على الارضية الصالحة للحروب والصرعات والازمات السياسية.
وجود دولة في
العراق لاتعرف على اساس القومية والدين والطائفة ،دولة علمانية وديمقراطية
حقيقية ضمانة أكيدة لطرد كل المخاوف التي تراود اذهان جماهير كردستان من
الابقاء على الظلم القومي كشبح مخيف تسعى الاحزاب القومية الكردية لادامته
وأستغلاله من أجل مصالحها ونزعاتها القومية والحزبية.
الدولة القومية
او الكيان القومي ان لم يجد عدوا ما يحاربه ويديم وجوده من خلال فرضيات
التآمر والكراهية والتعالي او السعي للانقضاض ومطامح التوسع،فأنه سيحارب
ابناءه. وهاهو الان يرشح نفسه لراسه اقليم الكردستان
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست